رمضان ٢٠١٩ .. المظاهر الثقافية للاحتفال بالشهر الفضيل في بلدان العالم الإسلامي!

بقلم أسامة عبد العزيز

  ●   ٢ مايو ٢۰١٩

السياحة الثقافية

رمضان هو شهر مقدس متأصل في الثقافة والإيمان والتاريخ. ومع حلول الشهر المبارك للعام الحالي ٢٠١٩، يحتفل المسلمون بتقاليد فريدة تمنح تميز ولمحات ثقافية لدولهم وتراثها منذ أجيال، حيث لازالت تلك اللمحات التراثية مستمرة بشكل واسع إلى اليوم. وفيما يلي بعض من أكثر التقاليد تأصلاً لشهر رمضان في باقة من دول إسلامية مختارة حول العالم.

١. إندونيسيا

اعتاد مسلمو إندونيسيا على وجه الخصوص على استقبال شهر رمضان بمظاهر احتفالية تميزهم عن سائر مسلمي العالم, حيث تتبدل أنماط معيشتهم وتتغير بصورة كبيرة خلال شهر رمضان ويصبح شاغلهم الأول على مدى أيام الشهر هو العبادة وتلاوة القرآن والإكثار من ارتياد المساجد.

ومن مظاهر استقبال الشهر الكريم في إندونيسيا – وهي أكبر دولة من حيث عدد السكان المسلمين في العالم والتي يمثل فيها السكان المسلمون نسبة تزيد علي ٨٥% من إجمالي عدد سكانها البالغ حوالي ٢٣٨ مليون نسمة (وفق إحصاء عام ٢٠١٠) – الاهتمام بمنازلهم وتزيينها ووضع الزخارف عليها وكذلك تزيين الشوارع ورفع اللافتات.

وصولا إلى العناية بالمساجد على نحو خاص، حيث يحرصون على آداء صلاة التراويح في كافة مساجد الأرخبيل الإندونيسي خاصة مسجد الاستقلال بجاكرتا أكبر مساجد إندونيسيا ومنطقة جنوب شرق آسيا.

ومن التقاليد والعادات الرمضانية في إندونيسيا قيام المطاعم والمقاهي بإغلاق أبوابها في نهار رمضان كما تغلق النوادي الليلية خلال الشهر كمظهر من مظاهر الاحترام، كما تقدم المساجد وجبات الإفطار المجانية للصائمين.

المزيد من المظاهر الثقافية والدينية

وتستقبل إندونيسيا الشهر الكريم بقرع الطبول الإندونيسية التقليدية المعروفة باسم “البدوق”.

وهي طبول ضخمة يتم قرعها فور الإعلان عن حلول شهر رمضان حيث تجوب الشوارع شاحنات صغيرة تحمل “البدوق”.

ويقوم الشباب بقرعها للاحتفال بقدوم رمضان كما تقرع هذه الطبول قبيل أذان المغرب مباشرة إيذانا بحلول موعد الإفطار وتعتبر هذه الطبول رمزا للشهر الكريم في إندونيسيا.

ولا تتخلف المدارس والمعاهد الدينية عن الظهور في المشهد, حيث يقوم المسؤولون بتنظيم تجمعات حاشدة لطلاب تلك المدارس والمعاهد لتقديم البرامج المناسبة لهم من أجل توعيتهم بآداب وعظمة الشهر الكريم.

ومن العادات المحمودة لدى بعض الأسر الميسورة الحال الذهاب إلى أحد ملاجئ الأيتام لتناول طعام الإفطار معهم.

وتختلف موائد الإندونيسيين في أيام رمضان حيث يقبلون على تناول أنواع معينة من المشروبات والأطعمة والفواكه ويبدأ الصائمون إفطارهم بأنواع مختلفة من المشروبات مثل شراب “تيمون سورى” وهو نوع من الشمام.

كما يحرص الكثيرون منهم على الإفطار على التمر واللبن اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم,

ويقبل الإندونيسيون على تناول البطاطا حيث يقومون بسلقها وخلطها بالسكر البني وجوز الهند ويطلق الإندونيسيون على هذا النوع من حلوى البطاطا “الكولاك”.

إندونسيا_رمضان

احجز رحلتك إلى إندونسيا  احجز فندقك

٢. لبنان

في العديد من دول الشرق الأوسط، يتم إطلاق المدافع يوميًا خلال شهر رمضان للإشارة إلى نهاية صيام اليوم.

ويقال إن هذا التقليد المعروف باسم مدفع الإفطار، بدأ في مصر منذ أكثر من ٢٠٠ عام، عندما كان يحكم البلاد الحاكم العثماني خوش قديم.

أثناء اختبار مدفع جديد عند غروب الشمس أطلق بطريق الخطأ، والصوت الذي تردد في جميع أنحاء القاهرة دفع العديد من المدنيين إلى افتراض أن هذه طريقة جديدة للإشارة إلى نهاية الصيام.

وشكره كثيرون على ابتكاره، وحثته ابنته، حجة فاطمة، على جعل هذا تقليدًا.

في النهاية وصل إلى لبنان، حيث يتم استخدام المدافع بمناسبة موعد الإفطار في جميع أنحاء البلاد.

انحسر التقليد في عام ١٩٨٣م بعد الغزو الذي أدى إلى مصادرة بعض المدافع – واعتبارها أسلحة.

ومع ذلك قام الجيش اللبناني بإعادته بعد الحرب ويستمر حتى اليوم، حيث يجمع الناس ويثير الحنين إلى الأجيال الأكبر سناً الذين يتذكرون رمضان في طفولتهم.

لبنان_رمضان

احجز رحلتك إلى لبنان  احجز فندقك

٣. الإمارات العربية المتحدة

لتقليد “حق ليلى” الذي يحدث في الخامس عشر من شهر شعبان مرجعية تراثية:

حيث ينتشر هذا اليوم في العديد من البلدان في جميع أنحاء الخليج حيث يتجول الأطفال في الأحياء وهم يرتدون ملابس ساطعة، ويجمعون الحلويات والمكسرات في حقائب محمولة.

وذلك مع غناء الأغاني المحلية التقليدية. التي يتردد صداها في الشوارع بينما يجتمع الأطفال بحماس.

في الإمارات، يعتبر هذا الاحتفال جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية الإماراتية. في هذا المجتمع المعاصر اليوم، والذي يُقال إنه أكثر عزلة وفردية، يقدم هذا الاحتفال عودة إلى أبسط الأوقات ويسلط الضوء على أهمية الروابط الاجتماعية القوية والقيم العائلية.

احجز رحلتك إلى الإمارات  احجز فندقك

٤. باكستان

رمضان في باكستان شيء مختلف. صحيح أنه توجد هناك عادات وطقوس كثيرة تشبه معظم الدول الإسلامية. مثل الإقبال على الصلاة في المساجد، وحضور حلقات الذكر ودروس التفسير وموائد الرحمن وتلك الأجواء الحميمية التي تجمع الناس وتؤلف بين قلوبهم.

يبقى للشهر الفضيل في باكستان خصوصية تميزه. ويشكل رمضان فرصة للباكستانيين للتقرب إلى الله تعالى، بكل العبادات وأعمال الخير، بل والتقرب من بعضهم البعض، حيث تزيد المحبة والتواد بين الناس، فيتبادلون الأطباق والزيارات وتقام موائد الإفطار الجماعي.

وتبدو أجواء رمضان جلية في الشارع الباكستاني بالأزياء المحتشمة التي ترتديها جميع النساء، بما في ذلك السافرات. ومن عادة السيدات الباكستانيات تغطية الرأس عند سماع الأذان حتى لو كانت المرأة غير متحجبة في العادة.

رمضان_باكستان

احجز رحلتك إلى باكستان  احجز فندقك

٥. المغرب

خلال شهر رمضان، يجوب النفار الأحياء المغربية، ويرتدي الزي التقليدي “الندرة والنعال وقبعة”، ويعلن عن بداية الفجر بعزفه. يختاره سكان المدينة النفار بسبب أمانته وشخصيته الحسنة ويسير يومياً في الشارع سعياً لإيقاظ الناس للسحور.

يعود هذا التقليد ،المنتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط ومنها إلى المغرب، إلى القرن السابع الميلادي، عندما كان أحد رفقاء النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يتجول في الشوارع في طلوع الفجر لإيقاظ الناس للسحور والصلاة.

عندما يروج عزف النفار في المدينة، فيقابل ذلك بامتنان وشكر ومنحه الهدايا في الليلة الأخيرة من شهر رمضان.

المغرب_رمضان

احجز رحلتك إلى المغرب  احجز فندقك

٦. الهند

فور ثبوت شهر رمضان في المناطق المسلمة في الهند تعم الفرحة جميع المسلمين، ويتبادلون عبارات التهاني والفرح، وتكتسي الشوارع في الأحياء المسلمة حلة جديدة، حيث تضاء المساجد ومآذنها، وتكثر حلقات تلاوة القرآن.

تمتلئ المساجد بالمصلين، ويبدأ الأطفال بالتجول في الأحياء الشعبية فرحين مسرورين بما أنعم الله عليهم من خيرات هذا الشهر، وهم ينشدون الأناشيد الدينية بلغتهم المحلية.

يسرع الجميع لأداء صلاة التراويح من أول ليلة في رمضان، ويجتهد كل مسلم هناك في قراءة ختمة واحدة على الأقل في شهر رمضان، وتهتم المساجد في الهند بتنظيم الدروس الدينية والمحاضرات التي يقدّمها دعاة يحضرون من شتى بقاع الدولة.

تمتاز المائدة الهندية بأكلات خاصة عند الإفطار والسحور حيث يتناولون “الغنجي” وهي شوربة اعتادوا على شربها، لما تمنحه للصائم من قوة وتذهب الظمأ.

وتصنع من (دقيق الأرز وقليل من اللحم وبعض البهارات وتطبخ في الماء) فيتناولونها في الإفطار ويبعثون ببعضها للمساجد،

إضافة إلى اهتمامهم بأكل الفواكه بأنواعها في هذا الشهر الفضيل، سواء التمر أو البرتقال أو العنب وغيرها الكثير. وكذلك شراب “الهرير” الذي يعد مشروبهم المفضل في هذه الأيام عند الإفطار ولا يتطلب عمله سوى ( طبخه بالحليب والسكر واللوز).

المزيد من المظاهر الثقافية والدينية

ومن عادات المسلمين هناك توزيع الحلوى والمرطبات على المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح.

يستعد المسلمون في الهند، لاستقبال شهر رمضان الكريم من أواخر شهر شعبان حيث يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية.

تبدأ الزيارات الأسرية، هذا بالإضافة إلى أن المطاعم التي يملكها مسلمون تغلق أبوابها طيلة فترة النهار أيام الشهر الفضيل، وأغلب المسلمين في الهند يحافظون على لبس (الطاقية) خصوصًا في هذا الشهر.

وفي الهند ليس هناك إجازة رسمية أو تعديل في المواعيد الرسمية سواء العمل أو الدراسة خلال الشهر، أما عيدا الفطر والأضحى ففيهما إجازة عامة على مستوى البلاد، كما يراعى أن تبتعد مواسم الامتحانات العامة والانتخابات عن شهر رمضان والأعياد.

يقدس المسلمون عامة في الهند، هذا الشهر ويعتبرون كل ما يخل بحرمة هذا الشهر أمر منكر ومرفوض، أما غير المسلمين فأكثرهم يقيمون حرمة لهذا الشهر، ويراعون مشاعر المسلمين فيه، فيباركون لهم بقدوم هذا الشهر الكريم، ويشاركونهم موائد الإفطار.

ويهتم المسلمون في رمضان، أكثر من غيره بكل أنواع العبادات فالمساجد تكتظ بالمسلمين في أوقات صلاة الجماعة.

وأغلب المساجد يكون فيها درس أو محاضرة بعد صلاة الظهر أو بعد صلاة التراويح، فيما يختار كثير من المسلمين هذا الشهر موعداً لأداء الزكاة ويكثرون الصدقات فيه، وأغلبهم يوزّع زكاته بنفسه.

كما ينظّم المحسنون – وخاصة في المدن – إفطاراً جماعياً في المساجد وأحياناً في القاعات, ويستفيد منه المسافرون والمعسرون ومَن لا يتأتى لهم الوصول إلى منازلهم من الموظفين وغيرهم، وهذه الظاهرة تعبّر عن روح التكافل والإخاء بين المسلمين في الهند.

وتجتمع كل جماعة في المسجد الذي في حيِّهم على طعام الإفطار، حيث يُحْضِرُ كل واحد منهم ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه.

ويشترك الجميع في تناول طعام الإفطار على تلك المائدة. ومن المناظر المألوفة هنا أن ترى الصغار والكبار قبيل أذان المغرب بقليل وقد حملوا في أيديهم أو على رؤسهم الصحون والأطباق متجهين بها نحو المساجد بانتظار وقت الإفطار.

الهند_رمضان

احجز رحلتك إلى الهند  احجز فندقك

٧. ألبانيا

يبدأ استعداد المسلمين في ألبانيا لاستقبال شهر رمضان بتوزيع بعض الكتيبات والمطويات التعريفية، التي تبين فضل الشهر الكريم على غيره من الشهور؛ كما يقوم أئمة المساجد والدعاة بتقديم بعض الدروس والمحاضرات والتي يكون محورها فضل شهر رمضان.

ويتم عادة استقدام بعض الأئمة والعلماء من تركيا خلال هذا الشهر الفضيل، للاستفادة من علمهم وتوجيههم؛ وإمامتهم في صلاة التراويح خاصة.

يحرص أئمة المساجد في ألبانيا على ختم القرآن في هذا الشهر، فيتلو الإمام “التركي” جزءًا من القرآن يوميًا في المسجد بعد صلاة الظهر، ويلتف حوله المصلون يستمعون إليه وهو يقرأ آيات الذكر الحكيم.

ومن جملة استعداد المسلمين في ألبانيا لاستقبال هذا الشهر تهيئة الأماكن الخاصة بأداء صلاة التراويح التي تشهد حضورًا مميزًا، وإقبالاً عامًا .

المزيد من المظاهر الثقافية والدينية

المسلمون في ألبانيا ينتظرون هذا الشهر بشوق شديد، ويستعدون له أتم استعداد؛ وما أن تُعلن المشيخة الإسلامية عن بدء الصوم حتى تعم الفرحة قلوب الجميع، ويتبادلون عبارات التهنئة بقدوم الشهر الفضيل، كقولهم: (عيدكم مبارك) و(رمضان مبارك) و(رمضان كريم) (Gezuar Ramazanin).

ومع ثبوت دخول شهر رمضان تُسمع أصوات الطبول في أماكن متفرقة من ألبانيا؛ إعلانًا وإعلامًا بثبوت هلال رمضان.

ولا تقتصر عملية قرع الطبول ليلة ثبوت رمضان على فترتي السحور والإفطار، بل تستمر في بعض المناطق أثناء النهار ليوم أو يومين، ابتهاجًا وفرحًا بقدوم شهر الطاعة وشهر المغفرة

بعدها تقتصر عملية قرع الطبول على وقت السحور ووقت الإفطار فحسب. كما يُبث أذان المغرب عبر القناة الرئيسة كل يوم من أيام الشهر الفضيل.

ومع بدء شهر الصوم يصوم جميع المسلمين الألبان، المتدينون منهم وغير المتدينين على حد سواء. ومن العادات الحميدة عند الألبان أنهم لا يسهرون، حيث يأوون إلى مضاجعهم مبكرين، ويستيقظون لتناول وجبة السحور، عونًا لهم على صيام يومهم.

المسحراتي

وشخصية (المسحراتي) موجودة في تلك الديار، ولعلها منقولة عن طريق الأتراك إليها؛ حيث يمر رجل يحمل (طبلة) يوقظ الناس بها، مرددًا بعض الأدعية والابتهالات الدينية. ومع نهاية الشهر يعطيه السكان ما تجود به أيديهم من المال أو العطايا.

والإفطارات الجماعية تكثر في الشمال والوسط الألباني حيث يكثر تواجد المسلمين هناك؛ ويقوم عليها بعض الجمعيات الخيرية.

وقد كانت تلك الجمعيات الخيرية فيما مضى من الزمن تقوم بنشاط محمود ومشهود في مجال أعمال البر والخير.

وقد قل نشاطها في الآونة الأخيرة نتيجة التطورات والتداعيات التي تشهدها الساحة العالمية، والتي منها تضيق الخناق على نشاط هذه الجمعيات، والحد من فعاليتها .

ومن العادات المحمودة عند الألبان في رمضان ازدياد الألفة والمودة بين الناس، حتى بين المسلمين والنصارى.

فتقل الخصومات، وتكثر الزيارات، ويتأثر النصارى بجو رمضان، بل إن بعضهم يسأل عن موعد ليلة القدر، ويحرص على تحريها، والأعجب أن بعضهم يصومها؛ لأنهم يعرفون قدرها ومنزلتها!

وتعقد في مساجد ألبانيا خلال شهر رمضان دروس العلم، وحلقات تلاوة القرآن، يقوم بها الأئمة من تلك البلاد، والمقيمون هناك من العرب والأتراك.

المزيد..

ومن أهم المساجد هناك، مسجد ( دينه خوحا = Dine Hoxha ) وهو في العاصمة، ومسجد ( أنهم بي = Ethem Beu ). ويمضي الألبان ليالي هذا الشهر بين صلاة التراويح، وقيام الليل، ومجاذبة أطراف الحديث.

وفي هذا الشهر تكثر أعمال البر والإحسان بين الناس، فيُخرج الناس صدقات أموالهم بأنفسهم، أو يدفعون بها إلى الجهات الخيرية حيث تتولى أمر توزيعها على مستحقيها.

ويصل الناس أرحامهم وذويهم، وتكثر اللقاءات والاجتماعات بين المسلمين في أيام وليالي هذا الشهر الكريم، حيث يتبادل الناس الأحاديث الدينية، ويتناقشون في شؤون وشجون إخوانهم المسلمين في بقاع العالم الإسلامي.

صلاة التراويح عند مسلمي ألبانيا لها مزية خاصة، إذ تلقى إقبالاً غير معتاد، وتصلى عادة في المساجد إن تيسر ذلك، وإلا تصلى في بيوت أحد الناس.

وتصلى في أغلب المساجد عشرين ركعة، وتصلى في بعض المساجد ثمان ركعات فقط. ويحرص الكثير من النساء المسلمات في ألبانيا على حضور وأداء هذه الصلاة.

ويختم القرآن في بعض المساجد أثناء صلاة التراويح. وبعد الفراغ من صلاة التراويح يكون دعاء جامع يتولاه إمام الصلاة، أو أحد الصالحين، ويؤمِّن الجميع من ورائه.

ثم إن من الغريب هناك أن البعض يصلون صلاة التراويح فحسب، ولا يصلون الصلوات الخمس المفروضة، لا في رمضان ولا في غير رمضان.

أما سُنَّة الاعتكاف فهي غير معهودة عند كبار السن من المسلمين الألبان، غير أن الشباب المسلم الجديد، وخاصة الذين تلقوا دراستهم في العديد من البلدان الإسلامية يحرصون على إحياء هذه السنة، والمحافظة عليها.

حيث يعتكفون في المساجد في العشر الأخير من هذا الشهر، ويمضون أوقاتهم في طاعة الله وعبادته، وينبهون من حولهم لأهمية إحياء هذه السُّنَّة المباركة.

وليلة القدر عند مسلمي ألبانيا هي ليلة السابع والعشرين، وهم يحتفلون بها غاية الاحتفال، ويجتهدون في العبادة فيها وسعهم، ويمضون معظم الليل قائمين خاشعين لله.

ألبانيا_رمضان

احجز رحلتك إلى ألبانيا  احجز فندقك

٨. مصر

على الرغم من تعدّد الأنماط الاجتماعية في مصر – تبعاً لتنوع مظاهر الحياة من الشمال إلى الجنوب – إلا أن الجميع قد أطبق على إبداء البهجة والسرور بدخول هذا الشهر الكريم.

فما إن تبدأ وسائل الإعلام ببيان دخول الشهر وثبوت رؤية الهلال، حتى يتحوّل الشارع المصري إلى ما يشبه خلايا النحل.

فتزدحم الأسواق، وتزدان الشوارع، وتنشط حركة التجارة بشكل ملحوظ، حيث يتنافسون في توفير اللوازم الرمضانية المختلفة.

وينطلق الأطفال في الشوارع والطرقات، حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية وهم ينشدون قائلين: ”حلّو يا حلّو” ، بالإضافة لعبارات التهنئة التي تنطلق من ألسنة الناس لتعبّر عن مشاعر الفرحة التي تعم الجميع.

المزيد من المظاهر الثقافية والدينية

ولعلّ من أبرز الأمور التي تُلفت النظر هناك، زيادة معدّل الزيارات بين الأهل والأقارب، والأصدقاء والأحباب، كل هذا في جوٍّ أخوي ومشاعر إنسانيّة فيّاضة، فرمضان فرصة للتقارب الأسري من جهة وتعميق الروابط الاجتماعية من جهة أخرى.

ومما يلاحظ في هذا الوقت انخفاض معدّل الحركة الصباحية بحيث تكون أقل مما هي في المساء، وتظل كذلك طيلة الصباح وحتى صلاة العصر، وهذه هي البداية الحقيقية لليوم هناك.

يبدأ تدفّق الناس إلى الأسواق والمحال التجارية لشراء لوازم الإفطار من تمور وألبان وغيرهما، ولعل أوّل ما يقفز إلى الذهن هنا شراء الفول.

وهذا الطبق الرمضاني لا تكاد تخلو منه مائدة رمضانية، إذ إنها أكلة محبّبة لجميع الناس هناك، على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، ويمكنك أن تلمس ذلك بملاحظة انتشار باعة الفول في كل مكان، بصوتهم المميّز الذي يحث الناس على الشراء.

ومن العادات التي تميّز هذا البلد، ما يُعرف بالمسحّراتي، وهو شخص يقوم بالمرور على الأحياء والبيوت كي يوقظهم وقت السحور.

وقد ظهرت عادة المسحّراتي في القرن الثالث الهجري، ومن ثمّ انتشرت في كثير من البلاد العربيّة، وكان المسحّراتي يقوم بالضرب على طبلة معلّقة عليه بحبل ويدقّ أبواب البيوت بعصاه منادياً لهم بأسمائهم.

إلا أن هذه العادة قد بدأت بالانحسار نتيجة توافر أدوات الإيقاظ الحديثة من منبّه وغيرها، فلم تعد تتواجد إلا في القرى والأحياء الشعبية.

احجز رحلتك إلى مصر  احجز فندقك

٩. تونس

يستقبل التونسيون شهر رمضان الكريم قبل قدومه بأيام عديدة، لما له من مذاق خاص، وعادات فريدة، وأجواء روحانية جليلة. ففي النهار كما في الليل يغدو رمضان في أرض الزيتونة كله حركة وحياة في أجواء من المشاعر الدينية العميقة، والاحتفالات الخاصة بهذا الشهر الكريم.

تنشط الأسواق والمحلات التجارية قبل وخلال أيام رمضان، وتدب حركة غير عادية في شوارع تونس وتصل إلي أوجها في أواخر الشهر الفضيل مع حلول عيد الفطر. كما تتزين واجهات المقاهي وقاعات الشاي، وتتلألأ صوامع الجوامع في كل المدن بالمصابيح.

ويحتل شهر رمضان مكانة روحية عميقة لدي التونسيين، حيث تمتلئ الجوامع في كل محافظات البلاد بروادها الذين يفترشون الشوارع والأحياء التي تقع بالقرب من الجوامع.

وتصدح المآذن بتلاوات خاشعة للقرآن يؤمنها أئمة من خريجي جامعة الزيتونة للعلوم الإسلامية.

ويتسابق التونسيون عقب إفطارهم إلى حضور صلاة التراويح، ومواكبة مجالس الذكر وحلقات الوعظ الديني والمحاضرات والمسامرات الدينية، وتلاوة ما تيسر من القرآن إلى جانب عدد كبير من الأختام والإملاءات القرآنية، وحصص لختم الحديث النبوي الشريف.

تونس_رمضان

احجز رحلتك إلى تونس  احجز فندقك

١٠. المملكة العربية السعودية

لرمضان في المملكة العربية السعودية جو روحاني خاص ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم الإسلامي؛ وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشريفين، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين بمكان.

ومع ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في المملكة، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة مثل “رمضان مبارك”.

وعادة أهل المملكة عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة.

وبعد الانتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي، أو زيت الزيتون، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يقدم عليه شيء.

وطبق الفول في المملكة ذو فنون؛ فهناك الفول العادي، والقلابة، وفول باللحم المفروم، والكوكتيل، والفول بالبيض، والفول باللبن. أما أفضل أصنافه فهو الفول المطبوخ بالجمر، والذي توضع فيه جمرة صغيرة فوق السمن، ويغطى بطبق آخر لإعطاء نكهة مميزة.

المزيد من المظاهر الثقافية والدينية

ومن الأكلات الشائعة التي تضمها مائدة الإفطار إلى جانب طبق الفول:

( السمبوسك ) وهي عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم، و( الشوربة ) وخبز ( التميس ) وغير ذلك من الأكلات التي اشتهر أهل المملكة بصنعها في هذا الشهر الكريم. وبجوار تلك الأطعمة يتناول الناس شراب ( اللبن الرائب ) وعصير ( الفيمتو ).

وأشهر أنواع الحلويات التي تلقى رواجًا وطلبًا في رمضان خاصة عند أهل المملكة (الكنافة بالقشدة) و(القطايف بالقشدة) و(البسبوسة) و (بلح الشام).

وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد البيت – وخاصة عندما يكون في البيت ضيوف – بمبخرة على الحاضرين.

وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بأن يعين إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بكبير العائلة.

وبعد تناول طعام الإفطار يتجه الجميع – رجالاً ونساءً – لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد.

هناك بكل مسجد قسم خاص بالنساء. أما عن عدد ركعات صلاة التراويح:

فهي تصلى عشرين ركعة في الحرمين، وفي باقي مساجد المملكة بعض المساجد تكتفي بصلاة ثمان ركعات، وبعضها الآخر يصليها عشرين ركعة.

ويختم بالقرآن في أغلب مساجد المملكة خلال شهر رمضان. ويعقب صلاة التراويح في كثير من المساجد درس ديني يلقيه إمام المسجد، أو يُدعى إليه بعض أهل العلم في المملكة .

والناس هناك يجتمعون عادة كل ليلة في أحد البيوت، يتسامرون لبعض الوقت، ثم ينصرفون للنوم.

وينهضون عند موعد السحور لتناول طعام السحور، والذي يتميز بوجود (الخبز البلدي) و(السمن العربي) و(اللبن) و(الكبدة) و(الشوربة) و(التقاطيع) وأحيانًا (الرز والدجاج) وغيرها من الأكلات الشعبية.

وتنتشر بشكل عام في جميع أنحاء المملكة المناسبات الخيرية لجمع التبرعات والصدقات، وتوجه الدعوات للمساهمة في إفطار المحتاجين والمساكين، وتقديم المساعدات والمعونات لهم.

كما ويحرص أهل الخير على إقامة الموائد الرمضانية الخيرية، وتقديم الأطعمة على نفقاتهم الخاصة. أما الماء فيوزع في برادات مثلجة.

وبعد أداء صلاة العشاء والتراويح يعود الناس إلى مجالسهم وسهراتهم التي قد تدوم عند البعض – وخاصة الشباب منهم – حتى السحور.

والسيدات يسهرن وحدهن في البيوت، والعادة أن تحدد السهرة عند واحدة منهن في الحي أو الأسرة.

ويكون ذلك بشكل دوري بين سيدات الحي أو القريبات أو الصديقات، ومن أهم العادات الرمضانية في المملكة تزاور العائلات بعد صلاة العشاء.

المزيد..

وفي النصف الثاني من رمضان يلبس كثير من السعوديين ثياب الإحرام لأداء العمرة.

أما في العشر الأواخر منه فإن البعض منهم يشد رحاله للاعتكاف في الحرم النبوي أو المكي.

وتبدأ صلاة التهجد في مساجد المملكة بعد صلاة التراويح، وتصلى عشر ركعات.

يُقرأ خلالها في بعض المساجد بثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميًا، وتستمر تلك الصلاة حتى منتصف الليل أو نحوه.

وبعد يوم السابع والعشرين من رمضان يبدأ الأهالي بتوزيع زكاة الفطر، وصدقاتهم على الفقراء والمساكين وابن السبيل.

ويستمرون في ذلك حتى قبيل صلاة العيد.

وقد انتشرت في المملكة وبكثرة عادة طيبة، وهي إقامة موائد إفطار خاصة بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية المقيمة في المملكة.

وتقام تلك الموائد بالقرب من المساجد، أو في الأماكن التي يكثر فيها تواجد تلك العمالة، كالمناطق الصناعية ونحوها .

ومن العادات المباركة في المملكة أيضًا:

توزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور للذين أدركهم أذان المغرب وهم بعدُ في الطريق إلى بيوتهم، عملاً بسُنَّة التعجيل بالإفطار.

احجز رحلتك إلى السعودية  احجز فندقك

كل عام وأنتم بخير، نتمنى لكم رمضان مبارك، صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً!

لأفضل عروض الرحلات الجوية وخيارات الإقامة الفندقية:

زر موقع رحلات

 إقرأ أيضًا:

هل ما زال يتعين على المسافرين القلق بشأن فيروس زيكا في عام 2019؟ .. اكتشف!

وجهاتك حول العالم للاستمتاع بأعياد الربيع ٢٠١٩ .. نسمات الورود العطرة ودفئ شمس ما بعد الشتاء!

أغرب العادات والتقاليد الإفريقية .. تعرف على ممارسات قبلية تراثية ستنال دهشتك!

أسامة عبد العزيز

معالم وأماكن محل اهتمام

معالم شهيرة

أشياء شهيرة يجب القيام بها

المدن الشهيرة

الصفحة الرئيسية اكتشف

رمضان ٢٠١٩ .. المظاهر الثقافية للاحتفال بالشهر الفضيل في بلدان العالم الإسلامي!