بقلم أيمن الشعشاعي
● آخر تحديث ٢١ سبتمبر ٢۰٢٣
الشرق الأوسط
مالم تحجز تذكرتك إلى هناك حتى الآن، مازال هناك بعض اللحظات الساحرة التي يمكنك أن تعيشها بين الآثار والتحف والمنحوتات وثقافات الأراضي العربية القديمة، أما إذا كنت هناك بالفعل، دعنا نستعرض سويًا قدسية وجمال هذه البقعة الخلابة بشكل أعمق.
قديمًا، وفي جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، كانت تمتد على أراضي الصحراء وفي أعماق الجبال الشاهقة، مدينة اعتبرت هي العاصمة القابضة لزمام المور التجارية في المنطقة المحيطة لمملكة الأنباط على مر العديد من العصور.
ويمكنك أن تشاهد ذلك بوضوح في تكشفاتها الصخرية التي تنقل وتعكس الكثير من التاريخ على السلم البيولوجي، متعة سياحية أخرى ستجدها هناك بين الشقوق الصخرية الملتوية، والمباني المنزلية والأضرحة الملكية والمسارح والمعابد المنحوتة في الصخر.
تُعرف هذه المنطقة –البتراء-باسم “المدينة الوردية الحمراء” بسبب توهجها في ضوء الصباح، ويمكنك أيضًا أن تطلق عليها “محمية البتراء”، وهي موقع أثري مشهور، وقد تأسست في الأصل حوالي عام 300 قبل الميلاد لتكون عاصمة مملكة الأنباط -شعوب عربية بدوية سابقاً كانت تقيم مملكة خاصة بها في ذلك الوقت-جعل موقعها الفريد من نوعه من السهل الدفاع عن البتراء من الجيوش الغازية، وعلى مر السنين نمت لتصبح عاصمة كبيرة مزدهرة، ومركزًا رئيسيًا للتجارة في المنطقة.
فبعد فترات حكم الرومان في المنطقة، ورغم هجمات الزلازل التي أضعفت البنية التحتية لها، وإثر التخلي عنها من السكان لفترة طويلة من الزمن، وبعد اكتشافها من قبل المستكشف السويسري جوهان بيركهارد في عام 1812، أصبحت وبسهولة موقع السياحة الأكثر شعبية في الأردن، بل وقد تم اختيارها كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة في العالم
حيث خدمت أيضًا كخلفية في بعض الأفلام الشهيرة، بما في ذلك إنديانا جونز، وقد أصبحت صور الهياكل الحجرية الرائعة المنحوتة في الحوائط رمزية، مما يجعلها واحدة من أكثر الأماكن التي يمكن التعرف عليها في العالم، وفي عام 1985، تم إعلان مدينة البتراء واحدة من مواقع التراث التابعة لليونسكو بسبب قيمتها الثقافية والتاريخية الهامة، مما يعزز مكانتها بشكل أكبر.
للزوار المسافرين إلى الأردن، البتراء هي واحدة من تلك الأماكن التي لا تريد أن تفوتها، فمجرد التجول أسفل الوادي الطويل الرفيع -المعروف باسم السيق -الذي يؤدي إلى المدخل الرئيسي، هي تجربة ستترك أكثر المسافرين المغامرين في رهبة، وذلك عندما يفتح هذا الوادي كاشفًا عن مشاهد البتراء المثيرة.
فمنطقة الخزنة هي الرمز الأيقوني للبتراء، مقبرة قديمة تعود لعائلة ثرية عاشت في المدينة، وتتميز بأعمدة شاهقة وتماثيل منحوتة بشكل متشابك ولوحات جدارية تمزج المؤثرات من عدة حضارات، بما في ذلك المصرية والسورية واليونانية، وقد اختار الأنباط موقعها بعناية كأول معلم يواجه الزائر بعد دخول المدينة.
ويقال إنها سُميت بهذا الاسم لاعتقاد البدو المحليين سابقاً بأن الجرة الموجودة في أعلى الواجهة تحوي كنزاً، ولكنها في الواقع ضريح ملكي، هو مشهد مذهل يستحق النظر إليه، ستجد نفسك تتساءل كيف كان يشعر بيركهارد عندما تعثر في هذا المكان قبل أكثر من 200 عام.
وبالنسبة للكثير من الزوار، فإن الخزنة هي البتراء، كونها مشهورة ومثيرة للإعجاب، فهي مجرد مبنى واحد في المجمع الضخم الذي يشكل المدينة بأكملها.
ويفاجأ الكثيرون باكتشاف أن منطقة الخزنة هي مجرد علامة على المدخل إلى الموقع القديم، حيث ستجد أيضًا العديد من المقابر والمنازل والهياكل الدينية، وهناك مسارح في الهواء الطلق، وبقايا مكتبة، ومباني أخرى لا حصر لها لاستكشافها أيضًا.
وأولئك الذين لديهم أرجل قوية يستطيعون التسلق في رحلة مكونة من أكثر من 800 سلمة، محفورة تقريباً من الصخور الرملية، للوصول إلى “الدير”، وهو مبنى مشهور آخر ينافس الخزنة من حيث العظمة.
ستجده مختبئًا في أعلى التلال، وهو أحد المعالم الأثرية الأسطورية في البتراء، مماثلة في التصميم للخزنة، ولكن أكبر بكثير، وتم بناؤه في القرن الثالث قبل الميلاد كمقبرة النبطية، وتستمد اسمها من الصلبان المنحوتة على الجدران الداخلية، مشيرة إلى استخدامها ككنيسة في العصور البيزنطية.
ثم يمكنك التوجه إلى مسرح البتراء، حيث بني هذا المسرح في الأصل من قبل الأنباط، وليس الرومان، قبل أكثر من 2000 سنة، وقد تم حفر المسرح في الصخور، من خلال تشريح العديد من الكهوف والمقابر في هذه العملية، ثم تم توسيعها من قبل الرومان لعقد حوالي 8500 -حوالي 30 ٪ من سكان البتراء-بعد وقت قصير من وصولهم، وقد تضرر جزئيًا من الزلزال الذي وقع في 363 ق.م.
أو يمكنك حتى التوجه إلى قصر البنت، واحد من الهياكل القليلة القائمة في البتراء، وقد بني قصر بنت في حوالي 30 قبل الميلاد من قبل الأنباط، وتم تكييفها لاحقًا لعبادة الأباطرة الرومان، حيث تم تدميرها من جميع جوانبها في القرن الثالث الميلادي، وعلى الرغم من الاسم الذي يطلقه عليه البدو المحلي -قلعة بنت فرعون-فقد بني المعبد في الأصل كتفانٍ للآلهة النبطية وكان أحد أهم المعابد في البتراء.
وهناك أيضًا معلم مهم وهو يعرف باسم “مقبرة الجرّة” أو “ضريح الجرّة” أو “المحكمة”، وهو بناء تراثي يعود تاريخه إلى حضارة الأنباط القديمة، وتحديدًا في النصف الأول من القرن الأول الميلادي، ويقع على الجهة المقابلة للمدرج النبطي.
ويعرف عنه انه كان في الأصل أحد المقابر الملكية الموجودة في المدينة التي تم حفرها في الصخور، وقد استخدم كضريح حتى تحول إلى كنيسة في الفترة البيزنطية، كما سُمي بهذا الاسم لزخارف الجرة التي تزيّنه.
ولا تنسى كذلك التوجه إلى الشارع المعمد، حيث الشارع المعمد “كاردو”، وهو يعد طريق عادي لكن تاريخي الطبع، ويعد واحد من اهم شوارع هذه المدينة حيث قام الأنباط بتشييده، ثم أعاد الرومان بناءه مرة أخرى بعد احتلالهم للبتراء، ويبلغ عرضه 6 أمتار، وتمتد على جانبيه مباني من طابق واحد إلى طابقين، ومجموعة من أعمدة الحجر الرملي المكسوة بالرخام في الأصل كما يوجد على يسار الشارع المعمد باتجاه الجنوب مجموعة من السلالم تقود للمحلات التجارية في الساحة المكشوفة.
وهذه ليست هذه كل القائمة! فالبتراء مليئة بالكثير مما يمكنه أن يخطف الأنفاس ويثير الدهشة لديك، بجانب هذا كله تستطيع أن تشاهد المزيد من المزارات والمعالم السياحية مثل:
أيمن الشعشاعي
القواعد الجديدة لتأشيرة الإمارات 2025: أبرز التغييرات والمتطلبات
٢٥ مارس ٢۰٢٥
تجارب إقامة فريدة: اكتشف أغرب الفنادق حول العالم
١٩ مارس ٢۰٢٥
تأشيرة الحج ٢٠٢٥: دليل الحجاج السريع
١٦ مارس ٢۰٢٥
أروع مسارات رحلات الهايكنج في الشرق الأوسط
١۰ مارس ٢۰٢٥
نصائح للمسافرين لأول مرة لرحلة ممتعة وآمنة
٣ مارس ٢۰٢٥
انطلاقة جديدة لتأشيرة العبور في المملكة العربية السعودية
١٢ فبراير ٢۰٢٣
رمضان في المدن العربية .. فرحة إسلامية موحدة بنكهات مختلفة
٨ مايو ٢۰١٨
الجوف .. أرض الآثار والزيتون والنخيل
١۰ أكتوبر ٢۰٢٢
جواز السفر الإماراتي… الأول في تصنيف الجوازات العالمي لعام ٢٠١٨
١٤ ديسمبر ٢۰١٨
مدينة العلمين الجديدة .. طفرة استثنائية للقطاع المدني والسياحي تتجه بها مصر نحو القمة!
٢٤ أغسطس ٢۰١٩
انطلاقة جديدة لتأشيرة العبور في المملكة العربية السعودية
١٢ فبراير ٢۰٢٣
بلاد الفايكنج تتجمل في هذا الوقت من العام .. زر الدنمارك الإسكندنافية واستمتع بوجهة صيفية رائعة!
٢٤ يونيو ٢۰١٩
مصر المحروسة ليست جميلة بقاهرتها فقط! بل هي منبع العجائب والطبيعة الساحرة الفريدة
٢٦ يونيو ٢۰١٨
ابها: أرض العجائب الصيفية في المملكة العربية السعودية
٣١ مايو ٢۰٢٣
مهرجان صيف أبها: حيث تلتقي الثقافة مع الترابط الإنساني!
١ سبتمبر ٢۰٢٢
البتراء الوردية هي المغامرة العربية التي لا يحلو الصيف بدونها .. الأردن تناديك عزيزي المغامر